حياة غير امنة ومستقبل مجهول

[center]


بدا جسدها منكمشا يتضور ألما من حرارة الشمس التي أصابت رأسها ولونت بشرتها الجميلة ,ثيابها قديمة بالية ,حافية القدمين فوق رأسها منديل لا يقيها الحر في وقت الظهيرة.؟ منذرة بغياب الطفولة وبراءتها , أجبرتهم ظروف العيش علي الخروج للعمل تاركين أحلامهم وطموحاتهم بحرا من بياض الأحلام ,أطفال مازالوا ينتظرون ربيعاً تتلاشي فيه غيوم العتمة ليغتسلوا بالمطر فتشع قطراته بريقا علي أجسادهم النحيلة !! دموع تنتحر في المآقي وأحلام تتيه في زحام الحياة, وبعد برهة من الوقت وانأ أنظر إليها من طرف خفي ..؟فجأه شيء غريب أيقظها من مجلسها بعد ذاك التعب وكأنها وجدت ضالتها .. أو رأت صيدا ثمينا ...فأذابها رأت سيارة جميلة !!

ذهبت مسرعة اليها لتعرض تلك الكتيبات التي في يدها بتوسل ورجاء علي السائقين لكي يشتروا منها !! تـُتـَمتِم بكلمات استعطافية بصوت خافت للسائق : إننا بدلا من الشحاذة نبيع الكتيبات .... فإما ان تفوز بإقناع السائق ومن معه فيتورد وجهها ابتساما وفرحا بتلك النقود المعطاة ، وإما ان تُدفع بغلظة من أحدهم , فتتحجر الدموع في مقلتيها !وإماأن تتجه إلي آخر تعرض عليه بضاعتها المزجاة لعلها تنال بعض من المال .

بشرى محمدعلي ذات السبع سنوات .... أفراد عائلتها سبعة كلهم لا يعملون !!! أبوها هو من يقوم بحراستها هي وأختها : " مديرة محمدعلي " ذات الثمان سنوات تعملان أمام حديقة جاردن سيتي بمدينة تعز .... يقطنون في الجحملية .

قالت إنها لا تحب الدراسة لأن أستاذتها كانت تضربها بقسوة في الصف الأول الابتدائي ، لديها أخ يكبرها قليلا يعمل في شارع آخر, فيما قالت بشرى إنها تخاف من التصوير هي واختها .

نحن تربينا كذا
سألتِ أبوهما محمدعلي ألا تخشي علي بناتك من الضياع في هذا السن المبكروتتركهن فريسة للذئاب البشرية قال: أن بجانبهن وأرقبهن في كل لحظة وهذا مش عيب انا اشتري الكتيبات وأعطيهن لبيعها ,واضاف قائلاً ماحد يعطي احد والا من اين سأستطيع توفير ايجار المنزل والاكل والشرب. فسألته : نعم جعلهم من غير أحذية يثير استعطاف الآخرين ولكنه يعرضهن يعرضهن للأمراض . قال : كلنا عشنا كذا ولا وقع علينا شيء ، وعن التعليم قال: تعلم أن الحياة تصعب يوما بعد يوم والاسعار في بلادنا تزيد .فيماقال مستغرباً : لم استطع أن أغطي مصاريف الاكل والشرب والايجارمن فين اغطي مصاريف الدراسة من زي مدرسي ودفاتر وغيرها... خليها علي الله ، لا تنبش الجروح !!.
لاأفكر في التعليم
ايهاب عبده الصعيري ، صف رابع ، ساكن في نادي الأهلي مع أبوه وخالته لان امة تركته ، وذهبت الي عدن .وقال لم تعد أمي تسأل عنا بعد زواج أبي بأخري, وبيع الكتيبات يساعدنا علي التعليم لأنني في الصف الرابع , و أفكرالأن بعدم مواصلة التعليم ، لان أبي لم يعد يشتغل بالموتورالذي كان مستأجرله بعد ان طلبة منه صاحبه وعاد يعمل بمحل أ تصالات لفترة بسيطة ، ولكنه ترك العمل والآن من غير شغل .
دوام يومـــيا
أما يوسف عبده راشد ذو الست السنوات من حارة جبل جرة" مديرية القاهرة تعز"قال له سته إخوة وأب وام أعمل انا وأخي احمد البالغ من العمر 10سنوات في شارع 26سبتمر, نتقاسم الشارع فيما بيننا صباحا ومساء ليتسني لنابيع الكتيبات علي المارة من الناس. وأصحاب السيارات التي تقف علي قارعة الشارع ,اما عن طعامهم قالا نأكل من بقايا أكل الناس في المطاعم ..!! أبوهم متعب لا يستطيع العمل ولا الخروج من البيت ، أما بقية إخوانه لا يعملون يعيشون في بيت إيجار بعشرة ألف ريال والمؤجر كل سنة يرفع الإيجار ألفين والبيت مايستاهلش..؟ ليس معهم من يعولهم سوي بيع الكتيبات الصغيرة , يسمعون من أبيهم إن الحياة كل يوم تزداد صعوبة ,كما انهم يقتاتون يوميا من مساعدة الجيران لهم .
هنـــــاك قوانيـــــن
طبعاً الشارع خالي من الرحمة وتدخل البنت وسط إطار جديد يستغلها اقتصادياً ، ليضمن تواجده معها، أو يؤذيها وقد يصل الأذى إلى القتل ، فالشارع له قوانينه وقواعده وثقافته ، فهو مجتمع مختلف تماما عن مجتمعنا ، ولو لم تسلك نهج الشارع نرى علامات الأذى على وجوههن ، فمنهن من شُوّه وجهها بالحريق ، أو السكين.
* الجديربالذكرأن دراسات يمينة تقول أن الفئة العمرية لغالبية أطفال الشوارع ما بين 6- 14 سنة, وتغلب على هذه الظاهرة الصفة الذكورية، حيث تتراوح نسبة الذكور إلى الإناث 70 : 30 %.

مشكور اخوي العسكري على هذا الموضوع والذي اصبح شبح يهدد الشارع العربي بجميع ارجاءه والحمدلله على كل حال والله انها قصص تبكي العين بعد ان يتفطر منها القلب عندما نرى كل من يتبطر على النعمه ولا يأكل غير ما يشتهيه ويرمي ما بقي من طعامه وشرابه في الحاويه وهناك الكثيرين ممن يتمنون اكله حتى لو لم يكونوا يشتهونها او لا يحبها المهم انها تسد جوعه وهذا ناجم عن فقدان الشعور الاحساس بالجار وهل هو جائع او شبعان هل هو مريض او معافى هل يجد قوت يومه ويسد حاجة اولاده هل قاسمه او اعطاه مما يحضر لبيته هل زار الاحياء وتصدق من مال الله لعباد الله هل تامل في دعاء الملائكه للانسان (( اللهم اعطي كل منفقا خلفل وكل ممسك تلفا )) مهما كتبت فان الموضوع واقع يتكرر وهناك من جعلوه تجاره (التسول ).
الموضوع المطروح جدير بالاعجاب و يناول عدة قضايا تناولت منها جانب واترك الجوانب الاخرى للاعضاء لاثراء الموضوع واكرر شكري وتقديري اخي الكريم وننتظر مشاركة الاعضاء في الطرح ونظفر بالمداخلات

مهما قلنا وحاولنا فان التجاره بالاطفال اصبحت تدر الاموال الطاءله ليستدرون عطف السواح وقائدي السيارات عن الاشارات فهناك معضله لاجابة سؤال من المتسبب فيجب ان نعرف من المستفيد اولا ثم نضع محور النقاش لان المتسبب هو الفقر والعوز ثم نرى ان المستفيد هو الاسر التي ضاقت بهم الحيله والوسيلة او تجار البشر الذين يتاجرون بالاطفال وبمساعدة الاهل المحتاجين .
والسؤال الاخر الذي طرحه الاخ المتخصص اكرره هل الحكومه يقع علي عاتقها اللوم في مثل هذا المظهر انا اعتقد لو عمل كل مسلم بوصية جبرين عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت انه سيورثه ) معنى الحديث. فلن نجد مكان للجمعيات الخيريه ولن نطلب حقوق الانسان وسوف يواضب الطلاب والطالبات على حضور دراستهم ويحصل الاطفال الصغار على حقوقهم المشروعه في اللعب